الزمن
الماضي ..
الزمن
السريع !
الزمن
السريع
إختراع
غربي صرف ،
هذا الزمن
المتواري
المدهش
بسرعة
تسربه
وتلاشيه
صدره
الغرب إلى
الشرق
محدثاً
رجة عظيمة
زلزلت كل
أركان
حياتـه
الماضيـة
، وجعلته
منبتاً
يلاحق
سراباً
حسيراً
عله يطفئ
به صراخ
عروقه
السغبة ..
بالأمس
القريب
كنا
نستمتع
باللحظة ،
لا ندعها
تمـر دون
أن نشرب
مـن
عذوبتها
حتى
الثمالة ! ،
أما لحظات
الحزن فهي
طويلة
نعيشها،
نستوعبها
كاملة
حتى نبرى
منها
تماماً،
كنا أقرب
إلى
أنفسنا
نتأملها ،
نحاورها ،
ونفسح لها
المجال
للتعبير
عن نفسها
بحرية
سواء أكان
بالرأي أو
بالعمل أو
بالغناء ،
وكنا
أحراراً
نقول ما
نريد ،
ونعمـل ما
نحب ،
ونغني
ونرقص
ساعة نشاء ..
كـنا نملك
الوقت ،
نتصـرف
بـه ،
ننفقـه
بتروي ،
ونستمتع
به حتى
الروي .. أما
اليوم فقد
حلت
الآلات
الحديدية
السريعة
التي أخذت
تنقل
الإنسان
من مكان
إلى آخر
بسرعة
خاطفة ،
تذكر بما
كان يفعله
العفاريت
في قصص ألف
ليلة
وليلة ..
دخلت آلات
عجيبة
تقرب
الصوت
وتنقل
الصورة في
أقل مـن
ثانية ،
كـل شيء
سريـع
وخاطف
كلمحة ،
وكـل شيء
أيضاً
متـواري ،
متلاشي ،
متبدد
بسرعة لا
تترك
للمرء
فرصة
لإلتقاط
أنفاسه ..
وأصبح
الزمن
عابراً ،
خفيفاً ،
فارغاً
ولا يكاد
يشعر له
بأي طعم أو
معنى لهذا
علت صرخات
مدوية في
عدد من
أرجاء
العالم
ونادى بها
فلاسفة
ومفكرون
وشعراء
تقول
وتؤكد
بحرقة
وحسـرة
على سمة
انعـدام
المعنى أو
"
اللامعنى
الذي يسم
إيقـاع
العصر " إن
هـذا "
اللامعنى
"هو وليد
ضياع معنى
الزمن
الفارغ
المتبدد
أو بمعنى
أكثر دقة
وصواباً
انعدام
الفهم
لمعنى
الزمن
وجوهره
العميق
والأصيل ..
بالأمس
كان
الواحد
منا يداعب
نخلته ،
يترنم لها
بالأشعار
كي تمنحه
جناها
العذب
وشهدها
السائغ ..
وكان
الواحد
منا يركب
على ظهر
ناقته
الذلولة ،
وهي تخب
الأراضي
الشموس
البيضاء ،
يتآلف مع
حنانها
الفائض ،
يسامرها
بأحزانه
وأفراحه
وأحلامه ،
وهي تسمع
ولا تشكو ،
تشاركه
وتواسيه
وتخفف عنه
، وتعده
ببلوغ
المراد في
اليوم
التالي ..
كان
الواحد
منا يهيم
في بحار
زرقاء
واسعة على
ظهر
سفينته
الغيداء ،
يتهادى
معها بفرح
وهي
تتمايس
بغنج
ودلال على
ظهر
المياه
الزرقاء
الرجراجة
الآسرة ،
ويشعر
بأنه ملك
الكون
الواسع
بأرجائه ،
وأنه طائر
حر في فضاء
رحيب .. وكان
الزمن
بطيئاً ..
كان الزمن
مباركاً ..
وكان
للفرح طعم
ومذاق
مختلف لا
يمكن أن
يستعاد
أبداً ،
لهذا كان
الغناء
سمير
الإنسان
وأنيسه ،
ولهذا
تعددت
اللحون
والإيقاعات
والقصائد
، وتمازجت
وأبدعت
إختلافها
وتمايزها ..
فما أن
ينهي
الإنسان
عمله
الشاق
بمحبة
وإخلاص
حتى يتجمع
مع
أصدقائه
ورفاقه
وأبناء
عشيرته ،
ويبدأ في
ضرب
الطبول
وتنغيم
الإيقاعات
وبث الفرح
في شرايين
الحضور ،
فتصحو
الدماء
وتثور
بنشوة
الإيقاعات
المنغمة
الممتلئة
صفاء
وحبوراً..
وكان
الزمن
بطيئاً
مباركاً ،
لهذا كانت
الأحاديث
طويلة
وممتدة ،
والمجالس
حافلة
بالقصص
والأساطير
والمغامرات
، وكانت
القلوب
أصفى ،
والروابط
أعمق وكان
الناس
يتفايضون
محبة
وتأسرهم
كلمات حب
رقيـقة ..
كانـوا
أكثر
ارتباطـاً
بالطبيعة
، كانوا
يشبهونها
في
تعبيرها
الواضح عن
نفسها
بنسيمها
البارد
الريان
حين تصفو
وترق ..
وبرياحها
العاصفة
حين يعتكر
مزاجها
وتغضب ..
وكان
الزمن
بطيئاً
محبباً..
إنه الزمن
الحلو
والحياة
الجميلة
رغم شظف
العيش
والفقر ،
فالقناعة
كنز لا
يفنى في
قلوب
الشرفاء ،
وكان
الإيمان
العميق
بالله
سبحانه
وتعالى
بلسم
الشفاء
لأحزانها
لهذا
كانوا
اكثر
صلابة
ومقدرة
على
التحمل
والمواجهة
.. كان الزمن
بطيئاً ثم
فجأة
انفلت
الزمن من
عقاله
وأصبح
هائجاً
مستعصياً
على
السيطرة ،
ليسم
الحياة
بهذا
الإيقاع
السريع
الذي لا
يروي ظمأً
ولا ينهي
مسغبة .. هذا
الزمن
السريع هو
سلعة
الغرب
واختراعه
التي قلبت
حياة
الشرق
وأعادة
تكوينها
على نحو
جديد لم
يجري
استيعابه
وفهمه ..
الآلات
الجديدة
تأتي
والشوارع
تشاد
وسيارات
وطائرات
وكمبيوتر
وإنترنت ..إلخ
، أخذ
الإنسان
يستخدم
هذه
الأدوات
والأجهزة
دون أن
يستوعب
حجم
الإنقلاب
المعرفي
الهائل
الذي حدث
في الغرب
كي ينتج
هذه
الشبكة
الحضارية
الهائلة
من
المنتجات
التكنولوجية
.. لم يفهم
الحداثة
الفكرية
التي
أنتجت هذه
الحداثة
المادية
لذا أخذ
يستخدم
الآلات
مزهواً
بحضارته
الجديدة ..
حضارة
مادية ،
حضارة
مجلوبة ،
حضارة
وهمية
زائفة
لأنها
مبنية على
حضارة
إستهلاكية
رثة ، لهذا
ظلت
الأفكار
مضطربة ،
غائمة ،
وغير
قادرة على
السيطرة
على ما
يجري
بسرعة
زمنية
مذهلة ..فالآلات
قلبت
الحياة
رأساً على
عقب ،
وغيرت
أنماط
المعيشة
والسلوك
والتعامـل
ـ وهـذا
مـا لم
يتـم
إدراكه ـ
وأنتجت
زمـناً
يجري
بسرعـة
مذهلـة ،
ولا يمكن
السيطرة
عليه .. أما
الزمن
الماضي ،
الزمن
المضيء ،
الزمن
الباهي
فقد ذهب
كما يبدو
إلى غير
رجعة ! .
|