هواجس
حول
الكتابة
والموت
والحياة
ردا
على رسالة
صديق عزيز
ينبغي
أن لا
نتهيب من
الكتابة
لأنها
حصننا
المنيع
وقلعتنا
الأخيرة
التي
ينبغي أن
ندافع
عنها
بشراسة
وأن نسقط
شهداء
دفاعا
عنها لأنه
بتخيلنا
عنها نفقد
الكثير من
مبررات
وجودنا
إنها
وطننا
الحر الذي
لا ولن
نفرط به
أبدا ولكن
قبل هذا
الإيمان
العميق
بجدوى
الكتابة
وأثرها
ينبغي أن
نعي قيمة
الكتابة
ومسئوليتها
في أن تقدم
مضمونا
يثري
الناس
ويدفع
بالحياة
نحو
الأجمل
والأبهى
ولن يتأتى
ذلك إلا
بالإخلاص
وبالصدق
وبالمعرفة
العميقة،
ينبغي أن
نكون أولا
وقبل كل
شيء معرفة
أصيلة أن
نكتشف
صوتنا
الخاص،
روحنا
المتفردة
وخياراتها
الأكثر
تمثلا
لجوهرها
وحقيقتها،
ينبغي أن
نساءل
الأشياء
وأن نسعى
الى تكوين
المعرفة
المبتكرة
التي
تستمد
مادتها من
قدح
الأشياء
بالأسئلة
النافذة
وأن نطرح
أسئلتنا
الخاصة
بحرية
عالية وأن
نتأمل
ونحفر
عميقا في
التاريخ
كي نفهم
الحاضر
ونذهب
عميقا في
ذواتنا كي
نفهم
الآخرين
ونفتح
أذهاننا
على
الأحداث
والتفاعلات
اليومية
وعلى
البشر وان
نرفد كل
ذلك
بقراءة
جادة
ومتنوعة
والأهم من
كل ذلك أن
نفكر وأن
نعود
أنفسنا
على طرح
الأسئلة
الفلسفية
الجادة
ومحاولة
البحث عن
جذور
الأشياء
وبذورها
ونحتفظ
ببداهتنا
وقدرتنا
على طرح
الأسئلة
الأولية
حتى نفهم
كل ما
حولنا على
نحو عميق
وعندها
ستأتي
كتابتنا
أصيلة
ومبتكرة
وستصبح
مرآة
لأرواحنا
المتفردة
ولوعينا
الخاص
ورؤيتنا
المغايرة.
أخي
العزيز:
أحيانا
أرى أنك
تبدد
الكثير من
طاقتك
بالأحاديث
الشفوية
وتحاول أن
تطرح
الأفكار
والآراء
حماسا منك
ورغبة في
تغيير من
حولك ومن
ثم تغيير
واقعنا
لكن ذلك
ياعزيزي
يفوت عليك
الكثير من
الأشياء
إنك لا
تمنح
أفكارك
الوقت
الكافي
للنضوج
والتبلور
خاصة حين
تصر على
طرح
أفكارك
على أنها
إجابات
مكتملة
أنا أرى أن
قدرتنا
على الشك
في
أفكارنا
هي احدى
السمات
الهامة
التي
تجعلنا في
تجدد دائم
وأكثر
انطلاقا
وتحررا من
أسر
النمطية
والاعتياد،
إن الشك
يجعلنا
دائمي
الحفر
عموديا
لإزالة
طبقات
الأفكار
ومشاهدة
أغوارها
واكتشاف
نواقصها
ومن ثم
محاولة
بناء رؤية
أعمق
سرعان ما
نخضعها
للتساؤل
لتصبح
أكثر عمقا
وهكذا في
حركة
جدلية لا
تعرف
التوقف
كذلك إن
الناس لا
تغيرها ما
تعبره
أفكارا
صحيحة
لأنها لا
تعيها
مثلما
تعيها أنت
في عقلك
ومهما
حاولت
إقناعهم
ستظل
أمامك
سدود
وعوائق
كثيرة
أهمها سوء
الفهم
وعدم
الوعي
وانعدام
التجربة
واعتيادية
نمط
الحياة
الذي
يعيشونه
مهما
تحدثت
معهم
بحرارة عن
أفكارك
وأرائك
وضرورة
التغيير
والفعل
ستسمع في
الغالب
صدى صوتك
وسيظلون
بعيدا إلا
ما ندر
وبالتالي
ستظل
دائرة
تأثيرك
هذا إن
تحقق
قليلة
ومحدودة ..إن
الطريقة
المثلي
للتغيير
كما أراها
هي إثارة
الأسئلة
وبعث
القلق
ودفع
الناس
للتفكير
والتساؤل
ومن ثم
تركهم
يتوصلون
الى
أفكارهم
بأنفسهم
علينا أن
نتمسك
بقدرتنا
على طرح
الأسئلة
وأن نحسن
الاستماع
لهم برغبة
الوصول
الى فهم
مشترك ليس
بالضرورة
فهمنا
وإنما
حاصل جمع
تلافح
الأسئلة
وتفاعلها
فيما
بيننا
وبينهم
علينا أن
نحسن
الإصغاء
جيدا
والتأمل
ومحاولة
التفسير
والفهم
وقراءة
الواقع
جيدا
بخلفياته
التاريخية
واحتمالاته
المستقبلية
وعلينا أن
لا نهدر
طاقتنا في
محاولة
إيصال
الأفكار
والآراء
بالأساليب
الشفوية
وحدها
لأنها
فضلا عن
أنها
محدودة
التأثير
زائلة
وغير
ثابتة أما
الكتابة
وحين تأتي
بعد نضج
وتأمل
عميق وحفر
في جذور
المشكلات
وبعد
اكتمال في
الرؤية
فإنها
تصبح ذات
تأثير
خالد وغير
محدود
وهذا ما
نحتاج
إليه الآن
وفي
المستقبل.
|